بمناسبة حلول شهر الصيام والتقوى
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان - صدق الله العلي العظيم
(القرآن الكريم )
رمضان بين الإيمان والدجل على الرغم من أن الانسان مخلوق حر وواع، إلا ان هناك بعض القواسم المشتركة التي تجمع بينه وبين الكائن الحيواني. لاشك في ذلك. و مع هذا، فهناك أيضا فوارق كيبرة جدا بين الاثنين من أبرزها الارادة تجاه الغرائز. ففي الوقت الذي نرى فيه الكائن الحيواني ينصاع بشكل لإإرادي نحو شتى انواع الغرائز، فاننا نرى الانسان - و لاسيما المتحضر - يرفض ذلك تماما، و يدعو الى التحرر من سطوة الغريزة والى السيطرة الواعية عليها. لهذا نرى أن كمال الانسان و سموه الروحي يتحققان بشكل جلي عندما يستطيع السيطرة على نزعاته ، و عندما يتمكن من الانتصار عليها، حتى في أبسط ممارساته اليومية المتمثلة في الأكل والشرب وما شابه. ومن هذه الزاوية يتضح أن الانسان الواعي والحر وحده من دون سائر المخلوقات هو القادر على احتواء الغريزة والسيطرة عليها، و تنظيم استيعاب آثارها بشكل يتسامى فيه عن اللذات العابرة . لان هذا التنظيم هو البديل الحضاري للفوضى السائدة في المجتمعات البدائية، و هو الذي يعزز حوافز الانسان ويصقل مواهبه بشكل ينسجم مع تعاليم الخلق وسموه، وهو ما يطلق عليه في القرآن الكريم. في ضوء هذه الرؤية يمكن ادراك الغاية الحقيقية من الصيام ، و تأثيره في الإنسان . ذلك لان الصيام - طوال شهر كامل - عن قناعة و ايمان يعزز لدى الصائم القدرة على التصدي لسائر الميول الغريزية و يعطيه دفعا قوبا للقيام بواجباته الاجتماعية والثورية بشكل افضل وعلى حد سواء. على النقيض من ذلك ، لابد من الادراك ان عملية الصيام ان لم تأت في سياق هذا المنظور التوحيدي والايماني فانها لا تكون اكثر من عملية شكلية جوفاء، عملية رجعية تتمثل فقط في الامتناع عن الطعام ولا علاقة لها بالايمان من قريب او بعيد. وقد اكد على ذلك قول الامام علي (ع ): «كم من صائم ليس له من صيامه الا الجوع و الظمأ، و كم من قائم ليس له من قيامه الا السهر و العناء. حبذا نوم الاكياس وافطارهم». و المثال الأبرز على هذه الحالة ما نراه على أرض الواقع من ممارسات و شعارات حكام إيران الذين لوّثوا جميع المفاهيم و القيم و حتى المفردات التوحيدية بممارساتهم المعادية لروح الاسلام ، ولم يتورعوا عن تشويه سائر القيم الاسلامية ومسخها وتفريغها من مضمونها الروحي، والاستعاضة عن ذلك كلا بالاعتماد الصوري على شعارات الدين دون روحه. و قد تجلى ذلك في تطاولهم على فريضة الصيام ، و تكييفها بالشكل الذي يخدم نظامهم ويعزز من اساليب القمع التي يتبنونها . لذلك نرى أنهم في الوقت الذي يؤكدون فيه زيفًا و دجلأ على حرمة الافطار علنا، و يلاحقون الناس بالقوة و يسمحون لجهاز تفتيش الآراء بممارسة شتى اساليب التعذيب الرجعية الظلامية تجاه البعض من المفطرين، نرى انهم يتصرفون على النقيض من ذلك مع رجالهم و يتسامحون مع عملائهم. و لعل اسطع مثل على ذلك كان فتوى أصدرها خميني الدجال المتاجر بالدين حيث أمر رجاله بملاحقة أى مواطن بحجة أنه مفطر، بينما أعفى في المقابل أفراد حرسه وجلاديه من الصوم ، وذهب في هذا الأمر الى حد الافتاء بضرورة أن يعامل جلادو سجن ايفين من السجانين ومحترفي التعذيب طوال الشهر الفضيل كما لو كانوا على سفر! أي اعفاءهم من الصيام عبر«حيلة شرعية»كي لايتحملوا العناء فتخف وطأة بطشهم بحق السجناء السياسيين المجاهدين.http://bit.ly/2r0AS1r |
No comments:
Post a Comment